أنت هنا

قراءة كتاب تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

كتاب "تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث"، مرت الامة الاسلامية في القرنين السابع والثامن للهجرة (الثالث عشر والرابع عشر للميلاد) بحالة انكماش سياسي وحضاري بدأ بالاطراف الشرقية والغربية واتجه للاقاليم المركزية منها ، وهو ما تجلى بسقوط العراق في المشرق بيد

تقييمك:
4.11595
Average: 4.1 (69 votes)
الصفحة رقم: 7

بيزنطة

كانت الدولة البيزنطية جزءاً من الدولة الرومانية الشرقية ولما ضعفت، سيطر عليها البنادقة والجنويون اقتصادياً وطالما اعتدوا على الدولة البيزنطية، حتى إذا صادقت البنادقة عاداها الجنويون .
عاشت بيزنطة، وواجهت من المشاكل ما لا حصر له في الداخل والخارج، على الرغم مما قدمته من خدمات جليلة للمسيحية في أوربا.
وفي أواخر القرن الثامن الهجري، الرابع عشر الميلادي بدأت الدولة البيزنطية تأخذ في الضعف والتفكك، في نفس الوقت الذي كان العثمانيون يعملون على تنظيم شؤونهم والإعداد لتأسيس دولة قوية متماسكة.
كان الإمبراطور البيزنطي هو كل شيء في الدولة، فالحكم ملكي استبدادي، يستمد سلطته من الله، فالإمبراطور هو الملك وهو رجل الدين الذي تخضع له الكنيسة. كما تخضع له الدولة، فهو يملك جميع السلطات في يده.
ولذلك كثرت الثورات ضد الدولة من بين أفراد العائلة الحاكمة ، مما أضعف سلطة الدولة.
وامتلأ البلاط البيزنطي بالأطماع والدسائس والأحقاد في ظل طبقة ارستقراطية مترفة تحيا حياة اللهو والمجون والشعب يعيش في شظف العيش وقهره.
اهتمت الدولة البيزنطية بالجيش وكانت ترى أن الجيش هو الذي يحمى البلاد ويمكنها من مواجهة الأخطار التي تهددها من أعدائها، وطالما عاشت بيزنطة في مركز قوى في أوربا وآسيا.
استخدمت بيزنطية أفراد الشعب في تكوين جيشها كما استخدمت الجنود المرتزقة، واهتمت بيزنطة بالمرتزقة أكثر من غيرهم لما لهم من خبرة بفنون الحرب والقتال وحتى أن الإمبراطور البيزنطي كثيراً ما كان يمنحهم الأموال والأراضي، ويجعلها وراثية في أولادهم من بعدهم.
وهكذا كان الجيش البيزنطي يتكون من أجناس مختلفة يجمعها حب المال والثراء والمغامرة وأحياناً والسلب والنهب وجمع الغنائم.
وطالما كانت قيادة الدولة قوية كان خضوع الجند المرتزقة فإذا ضعفت يد الدولة عليهم عاثوا فساداً في البلاد، فهم كانت لهم أحياء خاصة بهم في العاصمة القسطنطينية ، فيشكلون خطراً على الاستقرار الداخلي، وهذا يضعف الدولة أمام الأعداء.
أما الأسطول البيزنطي فقد كان له السيطرة على البحر المتوسط وقد لعب هذا الأسطول البيزنطي دوراً حيوياً في حياة بيزنطة، ونظراً لأن الحروب كانت تقوم بين بيزنطة والدولة العباسية، وفي غالبيتها حروب برية، فلذلك اهملت بيزنطة الأسطول البحري ولم تعره اهتماماً حتى أن المسلمين تمكنوا من بسط سلطانهم على جزيرة كريت وكذا جزيرة صقلية.
ولكن أعطت بيزنطة أهتمامها للأسطول في النهاية وأخذت القوة البحرية البيزنطية تعود قوية كما كانت إلا أنها سرعان ما عاد الأسطول إلى الضعف ثانية مما ترتب عليه تعذر الدولة البيزنطية من الوقوف في وجه السلاجقة الأتراك لاحتلال آسيا الصغرى وتأسيس دولة لهم فاعتمدت لذلك بيزنطة على أسطول البنادقة والجنويون وغيرهم من جيرانهم.
ثم وقع الاضطراب في بيزنطة حيث قام نزاع بين العائلة الحاكمة لبيزنطة حتى أنهم كانوا يستعينون بأعدائهم ضد بعضهم. فزاد ذلك من ضعف الدولة حتى انتهى الأمر بقيام المرتزقة من نهب سرادق الأمبراطور نفسه حتى فكر في الاستغناء عنهم.
وأما البنادقة والجنويون فإنهم لم يمدوا يد العون لبيزنطة ولكنهم وقفوا منها موقف العداء حين حاولوا الانتقاص من حقوقهم، وفرضوا عليها الامتيازات حتى ضعف اقتصادها، وكان بإمكان بيزنطة الدفاع عن نفسها لو أنها احتفظت بقوتها البحرية، حيث كان يمكنها التصدى للأتراك عندما استولوا على ممتلكاتها في أسيا الصغرى، واستقروا بها، وأسسوا لهم دولة على حساب الممتلكات البيزنطية الأمر الذي أضعف الدولة وأطمع جيرانها فيها فاستولى الصرب والبلغار على أراضي بيزنطية وفي نفس الوقت عجزوا عن الوقوف في وجه العثمانيين.
وهكذا واجهت الدولة البيزنطية وحدها هجمات المغول من ناحية والصرب والبلغار إخوانهم في الدين من ناحية أخرى وجاهدت بيزنطة لتجعل من الصرب والبلغار متحدة تقف معها ولكن دون جدوى، فقد كان الصرب والبلغار لا يرجون لبيزنطة البقاء في جوارهم.
كذلك لم تعمل بيزنطية على التعاون مع التتار لصد العثمانيين والأكثر من ذلك أنها أعانت بعض العثمانيين لتثبيت مراكزهم أمام الآخرين.
كذلك رفض البيزنطيون سلطان بابا روما مفضلين سيطرة العثمانيين عليه، ولما أحست بيزنطية بخطر العثمانيين لجأت إلى أوربا المسيحية، وأعلنت قبولها بوحدة الكنيسة البيزنطية مع بابا روما ولم يفدها ذلك لأن الظروف لم تكن مواتية، بل إن جنوة ساعدت العثمانيين في عهد السلطان مراد الثاني على نقل ستين الف من جنوده إلى شواطئ أوربا.
ومما ساعد على ضعف الدولة البيزنطية سخط الشعب البيزنطي على الدولة لكثرة ما فرضته على الشعب من ضرائب تفوق طاقته، حتى إن الشعب البيزنطي فضل العثمانيين على البيزنطيين لعدالة الضرائب ولعدالتهم في معاملتهم مع أفراد الشعب مهما كانت عقيدته.
وفي النهاية سقطت بيزنطة في يد العثمانيين في عهد السلطان محمد الثاني.

الصفحات