أنت هنا

قراءة كتاب تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

كتاب "تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث"، مرت الامة الاسلامية في القرنين السابع والثامن للهجرة (الثالث عشر والرابع عشر للميلاد) بحالة انكماش سياسي وحضاري بدأ بالاطراف الشرقية والغربية واتجه للاقاليم المركزية منها ، وهو ما تجلى بسقوط العراق في المشرق بيد

تقييمك:
4.11595
Average: 4.1 (69 votes)
الصفحة رقم: 8

القسطنطينية

أسس مدينة القسطنطينية ، الإمبراطور الروماني قسطنطين الأكبر، وهو الذي أختارها لتكون عاصمة للدولة الرومانية، وليصعب الدنو منها كما يسهل الدفاع عنها، وصارت مع الأيام بيزنطة عاصمة لدولة عظمى، ومركزاً حضارياً ممتازاً، حتى أطلقوا عليها روما الجديدة، وأعجب بروعتها وجمالها العالم في أوربا والشرق.
لقد امتازت القسطنيطينية لكونها مركزاً للحضارة الأوربية وللذوق والفن والجمال بحيث لا ينافسها من جيرانها في أنحاء أوربا سوى دولة الأندلس الإسلامية في أقصى الغرب الأوروبي حيث كانت تشع منها الحضارة الإسلامية التي طالما أمتد نورها وبهاؤها إلى الشمال الغربي وحتى بقية بلاد أوربا حيث كانت أوربا في العصور الوسطى تغط في نوم عميق.
عاشت القسطنطينية عاصمة للدولة البيزنطية ألف عام كانت فيه مركزاً للثقافة ورمزاً للحضارة. فقد امتلأت القسطنطينية بالميادين الواسعة وبواباتها وكنائسها وملاعبها وحماماتها، وحصونها المنيعة ومعاقلها المشيدة. وطالما وقفت عقبة دون الغازين من مختلف أجناس الأرض.
لقد أشرفت هذه المدينة الفخمة الرائعة على شواطئ أوربا وآسيا، وتميزت بالقصور الإمبراطورية اتى قامت على منحدرات التلال التي يجرى فيها بحر مرمرة.
بلغ عدد سكان هذه المدينة المسيحية المليون، واجتمع فيها الإغريق أهل البلاد الأصليين والأسيويين والروس والبلغار والأوربيين الصقالبة والتجار من مسلمين ومسحيين ومن مختلف أنحاء أوربا كلها.
أزدهرت المدينة بأنواع من الأنشطة الدينية والدنيوية ففيها الملاعب التي تزخر باللاعبين والمتفرجين وفيها يقام الاحتفالات . وكانت المناقشات والمساجلات بين رجال الدين. كما كانت الاعتقادات في الكرامات التي تنسب إلى رجال الدين مسلمين ومسيحيين ولكل، أنصاره ومريديه.
كما أنتشرت الخرافات والأساطير التي يعجب بها ويصدقها العامة.
أقيمت في المدينة القسطنطينية الأبنية الدينية العظيمة من الكنائس الكبرى مثل كنيسة القديسة صوفيا، التي أقامها الإمبراطور جنييان، كان يتوج الأباطرة ويحتفلون فيها بالأعياد، فضلاً عن كونها مركز هاما لها قدرها في حياة الناس.
كما حظى رجال الدين بقوة تأثيرهم في الناس لاعتقادهم أن رجال الدين أكثر قرباً لله منهم.
قال المعاصرون عن هذه الكنيسة أنها " معلقة من السماء بسلسلة ذهبية".
وكما عرف الناس الدين والرهبنة والتمسك بالفضيلة فهم كذلك عرفوا اللهو والمجون، وانتشرت الأماكن المخصصة لإشباع الراغبين في المتع الدنيوية، كما عرفوا مصارعة الحيوانات وأعمال الأكروبات والرياضة البدنية بأنواعها وأعمال التسلية التي تثير الضحك بين الناس.
كما عرفت أنواع من المفاسد التي تضر بالمجتمع، مثل الرشوة وهي رذيلة تقضي بالمجتمعات إلى الحضيض.
كذلك عرفت هذه المدينة الأحياء الفقيرة التي انتشرت فيها الحوارى والأزقة الضيقة المظلمة والموحلة التي أمتلأت بالكلاب واللصوص وقطاع الطرق وكثرت فيها حوادث السرقة والاغتيال والغدر.
كما كان للقسطنطينية وجهها المشرق ففيها درست ثقافة الأغريق حيث كان الأدب اليوناني يدرس في جامعاتها. كما كانت تدرس الكتب الدينية وقصص القديسين والشهداء بجانب دراسة فن الموسيقى.
لقد تعلمت إيطاليا من القسطنطينية فلسفة أفلاطون كما أخذ منها العرب القانون والثقافة اليونانية وآدابها وكان للأباطرة فضل الحفاظ على التراث القديم والعمل على نشره.

الصفحات