أنت هنا

قراءة كتاب تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث

كتاب "تاريخ الدولة العثمانية - رجال وحوادث"، مرت الامة الاسلامية في القرنين السابع والثامن للهجرة (الثالث عشر والرابع عشر للميلاد) بحالة انكماش سياسي وحضاري بدأ بالاطراف الشرقية والغربية واتجه للاقاليم المركزية منها ، وهو ما تجلى بسقوط العراق في المشرق بيد

تقييمك:
4.11595
Average: 4.1 (69 votes)
الصفحة رقم: 10

بدء الحصار للقسطنطينية:

توفى السلطان مراد الثاني في عام 855/1451م ذلك الذي آثار الرعب في قلوب البيزنطيين لما حققه من انتصارات متتالية عليهم هم وغيرهم ممن حالفهم من دول شبه جزيرة البلقان والمجر وغيرهم.
وصل خبر وفاة مراد الثاني إلى أبنه محمد، وهو في مدينة مغنيسياً في آسيا الصغرى وهو لا يزال في الحادي والعشرين، وحديث عهد بالزواج فلم يذع خبر وفاة والده، وأسرع متجهاً إلى جاليبولى، التي وصلها في غاية السرعة التي أعلن هناك خبر وفاة والدة. وف أدرنه أعلن نفسه سلطاناًَ للدولة العثمانية باسم محمد الثاني.
وهو حين ولى عرش السلطنة لم يستبعد توزراء أبيه، خليل واسحق، على الرغم من بغضه لهما لتحريضهما أباه عليه حين تولى الحكم في حياة أبية، وأقرهما على ما هم عليه ليستفيد من خبرتهما في إدارة شؤون الدولة. أما بالنسبة لموقف الإمبراطور البيزنطي قسطنطين فإنه لم يقابل الموقف الجديد بروية وتبصر بل عجل بتخويف السلطان الجديد محمد الثاني وحاول أن يدخل الخوف في قلبه وطالبه بزيادة ما يدفعه للدولة البيزنطية مقابل الاحتفاظ بالأمير أورخان، وإلا فإن بيزنطة سوف تفرج عنه فيثير القلاقل للعثمانيين وينافس السلطان الجديد بالمطالبة بالعرش العثماني.
ورد السلطان محمد الثاني عن قسطنطين بدبلوماسية ولكنه حذره من اللعب بالنار، هو غير أبيه لا يصبر عن الأذى، قال السلطان محمد ذلك لبيزنطة وهو يعلم أنهم لا عهد لا ميثاق وسوابقهم في ذلك يذكرها التاريخ القريب لا البعيد. فقد سبق لبيزنطة معاونة أحد المنشقين ضد الدولة ومهدت له العبور بسفن أعدتها لهذا الغرض.
كما أثارت ضد العثمانيين القلاقل في آسيا الصغرى وإذا فلا بد من القضاء على البيزنطيين لكي يضمن العثمانيون لدولتهم العيش في استقرار .
لم تكن القسطنطينية في حال يسمح لها بالدفاع عن نفسها إذا هاجمها العثمانيون ولذلك أسرع الإمبراطور قسطنطين بإرسال البعثات إلى الدول الأوربية يطلب العون والمساعدة وأعلن أنه في سبيل ذلك سوف يقبل توحيد الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية مع الكاثوليك في الغرب الأوربي، وكان هذا ضد رغبات شعب بيزنطية خاصة وأنهم سبق لهم تجربة في ذلك فوجدوا أن هؤلاء الكاثوليك قساة غلاظ، فضلاً عن أنهم ليسوا مؤمنين حقاً بل كفرة لا يحق لهم أن يتحدوا معهم تحت أي ظرف كان. بل أنهم يفضلون عمامة العثمانيين على قبعة الكاثوليك، لسماحة العثمانيين وتعصب الكاثوليك.
لقد حاول باباوات روما محاولات متكررة لكى يوحدوا الكنيستين الشرقية والغربية تحت راية الكنيسة الغربية حتى يتمكنوا من مواجهة الغزو العثماني للبلاد الأوروبية وحتى تعود أوربا قوية كما كانت.
ولكن واجهت هذه الخطة الكثير من المتاعب، حيث تضاربت المصالح السياسية مع الرغبات الدينية وتعذر التوفيق بينها.
لقد نظر كل من الشعبين إلى الآخر نظرة مختلفة، فالشرقيون يرون في الكنيسة الغربية أنهم ملحدون كفره وبالعكس يرى الغربيون في الكنيسة الشرقية أنهم هم الملحدون الكفرة. حتى أن الخطر كان يبدو من الكنيسة الغربية أكثر منه من العثمانيين.
إلا أن الضغط العثماني على بيزنطة جعل الإمبراطور قسطنطين يضطر إلى الموافقة على توحيد الكنيستين تحت سيطرة روما.
لقد لعبت الدول الأوروبية والقسطنطينية معا لعبة القط والفأر، فبيزنطية تلجأ إلى الغرب مستغيثة من الخطر العثماني، فإذا خف عنها هذا الخطر أنصرفت عن أوربا وأدارت ظهرها.
لقد قاسى شعب القسطنطينية البيزنطي من عدوان أوربا الغربية الصليبيين الذين استولوا على القسطنطينية عام 601/1204 ولكن البيزنطيين الإغريق طردوهم في عام 660/1261 وأعادوا تأسيس دولتهم من جديد، ولكنهم لم ينسوا ولم يغفروا لهم قسوتهم تلك.
وفي نفس الوقت تعذر على البابويه تكوين حملة صليبية ضد العثمانيين لنجدة القسطنطينية . لقد وعد الباب بإرسال أسطول لبيزنطة وأرسل الكاردينال إيزيدور رسولا ليشهد خضوع الكنيسة الشرقية لبابا روما.
وفي عام 8525 /1452 أتجه الكاردينال إلى القسطنطينية وأقيم حفل في كنيسة القديسة صوفيا حضرة الإمبراطور البيزنطي والبطريرك جريجورى وثلاثمائة قسيس للاحتفال بتوحيد المسيحية. ثم ظهرت المعارضة الشديدة من جانب شعب بيزنطية ووعد المعارضون بالشر الكبير الذي ينتظر البشرية إذا تم هذا الاتحاد ودعوا الرب أن ينقذهم من هذا الشر كما أنقذهم من شرور سابقة.

الصفحات